حين نتحدث عن جمهورية الـ26 من سبتمبر، فنحن لا نتحدث فقط عن عهد الرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح.
هذا مجرد عهد من عهودها العظيمة، ابتداءً بالسلال والارياني والحمدي والغشمي وعلي عبدالله صالح، وصولاً لدولة الوحدة مع عهد جمهوري عظيم آخر حكم الجنوب بقيادات تاريخية، قحطان وسالمين وعبدالفتاح وعلي ناصر والبيض.

ومع هؤلاء الرؤساء كوكبة من الجمهوريين كرؤساء للحكومات وقيادات للأحزاب وصناع للتحول العظيم خاصة شمال اليمن حيث كان الناس يعيشون حياة مغلقة مقطوعة عن الزمان كله من حولهم.

ولولا تطور وسائل الاتصال اليوم لكان الحوثي قد أعاد الشمال لذات القطيعة التامة مع الزمان الحاضر، حيث يمنع عن المستقبل ويحشر حشراً ليعيش ماضياً قد انتهى.

هذه العهود الجمهورية كلها، لها ما لها وعليها ما عليها، وفي محطات كثيرة كانت تستسلم لأعماق المشكلة التي جذرتها الإمامة في المجتمع، ولذا خسر مجتمعنا الكثير من قدرات التغيير التي فجرتها ثورة سبتمبر العظيمة.

ولكنها جميعاً تبقى عهداً جمهوريَ التوجه، الأصل فيه جمهوريته وهو النقيض تماماً للتوجه الذي يحشر الحوثي الشمال فيه اليوم.

أنجز رؤساء العهد الجمهوري الكثير مما يفتخر به، وماضيهم ملك للجميع لنقد أخطائهم وفحص أي منهم باحترام وموضوعية.

والحوثي هو النقيض التام للثورة والجمهورية بكل أطيافها وألوانها وصوابها وخطئها..