وأنت تشاهد الطيران الإسرائيلي يعبر فوق العراق لقصف إيران تتساءل عن جدوى دعم إيران لإسقاط العواصم العربية التي كانت ذات سيادة.
أليست الدولة مهما اختلفت سياساتها أفضل من الارتهان لمليشيات قد تحقق انتصاراً مؤقتاً؟!
أليس عراق صدام الذي أنهكته إيران ثم دعمت سقوطه وعملت على منع استعادة الدولة بعده كان من الممكن أن يشكل احتراماً حقيقياً لسيادة البلدين؟!
رغم إنفاق نظام طهران مقدرات شعبه على إنشاء مليشيات فوضوية في عواصم عربية لم تشكل له أي خط دفاع أمامي، بل على العكس نجد دول الخليج التي لطالما استعداها النظام الإيراني هي الدبلوماسية الوحيدة في المنطقة التي تسعى لخفض التصعيد. ومع كل ما شكله نظام الخميني من تهديدات وصداع مزمن لتلك الدول، لكنها تبني مواقفها وفق خطط استراتيجية وسياسية ومصالح قومية لا بأحقاد طائفية ولا بأطماع عابرة للحدود.
ومع هذا تهديدات طهران بقصف القواعد الأمريكية في دول الجوار سيزيد من عزلتها ولن يحقق هدفاً استراتيجياً.
يثبت التاريخ أن الدولة ولو باختلاف سياسي أكثر سلامة واستقراراً من مليشيا ولو بولاء مطلق، ولعلنا نستدل بقوله تعالى: "أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ".